في السطور التالية سوف نوضح لك أبرز الفروق التي لاحظها المستخدمون في كلا النظامين، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن الحَكم الأساسي في هذه المنافسة هو "أنت"، وسوف تتمكن من إطلاق حكمك بعد انقضاء جميع جولات المقارنة بناءً على احتياجاتك واستخدامك.
كيف بدأت المنافسة بين ماك بوك وويندوز؟
العلاقة بين مايكروسوفت وآبل لها تاريخ قديم بعض الشيء إذ بدأت -على عكس المتوقع- كعلاقة صداقة قوية بين ستيف جوبز المؤسس المشارك لشركة آبل وبيل جيتس المؤسس المشارك لمايكروسوفت بين سبعينات وثمانينات القرن الماضي.والجدير بالذكر أن كلا الرجلين تعاونا في العديد من المشروعات المشتركة فيما بينهما في بداية الأمر، إلا أن بيل جيتس كان يولى اهتمامًا أكبر لمجال البرمجيات (software) في حين أن الآخر اهتم بشكل خاص بتقديم تجربة متكاملة تشمل الأجهزة (hardware) وأنظمة التشغيل المخصصة.
وقد استعان ستيف جوبز من قبل بصديقه بيل جيتس بتطوير النسخة الأولية من نظام التشغيل ابل ماكنتوش، وهو نظام التشغيل الأساسي لأجهزة آبل في ذلك الوقت وإلى الآن.
بمرور الوقت توترت العلاقة بينهما بشكل كبير خاصةً عام 1985 حينما أعلن بيل جيتس عن أول نسخة لنظام ويندوز القادر على العمل على أي جهاز، ومن هنا ظهرت المعاداة علانية عندما اتهمه صديقه بسرقة أفكار وأكواد برمجية من نظام ماكنتوش.
منذ ذلك الحين انفصل الرجلان واعتمد كل منهما على فريقه لتطوير أفكاره، إلى أن رأينا بين أيدنا التطور الكبير في نظام ماكنتوش، وأيضًا أجهزة مايكروسوفت والويندوز التي أظهرت تطورًا واضحًا في ويندوز 11.
وبالرغم من أن كلا النظامين يتفقا في بعض نقاط التشابه إلا أن الاختلافات بينهما مازالت كبيرة وملحوظة، لذلك في هذا المقال سوف تقرأ عن أبرز الفروق بين ماك بوك وويندوز حتى تستطيع أن تقرر بنفسك أي النظامين أفضل بالنسبة لاستخدامك وعملك، وسوف نناقش الفروق كما يلي..
1. التوافر والشيوع
نظام التشغيل Mac IOS وهو نظام حصري يقتصر استخدامه على أجهزة ماك ولا يمكن شراؤه وتركيبه على أجهزة أخرى.وبالرغم من أن بعض المطورين قاموا بتثبيت نظام ماك على بعض أجهزة الكمبيوتر الأخرى إلا أنها محاولات قليلة وتحتاج إلى خبرة واسعة لتنفيذ التعديل الكبير في أجهزة الكمبيوتر.
على الجانب الآخر يمكن لأنظمة الويندوز العمل على أي جهاز يدعم معمارية x806 بغض النظر عن نوعه، لدرجة أنه كان يعمل على أجهزة ماك نفسها إلى عام 2020 قبل أن تستخدم ماك المعالجات الخاصة بها.
يجب أن تنتبه في هذه المقارنة أن أداء نظام الويندوز يختلف حسب نوع الجهاز الذي يعمل عليه، بعكس نظام ماك الذي يقدم أداء ثابت ومستقر لأنه مصمم على نوع معين من الأجهزة ويعمل وفقًا لذلك.
2. عمر البطارية وشكل الشاحن
إذا قارنا بين جهاز ويندوز وماك من نفس الفئة السعرية فسوف نرى أن جهاز ماك يعطي عمر أطول للبطارية، ولكن دعونا نتفق أن عمر البطارية المقيد في مواصفات المنتج ربما يتراجع مع مرور الوقت وهذا ما نلاحظه بوضوح في أغلب الأجهزة إلا أن أجهزة ماك تحتفظ بنفس عمر البطارية كما في بداية العمل.أجهزة الويندوز أيضًا ينخفض أداؤها بمعدل 30% تقريبًا عند إزالة الشاحن وذلك في محاولة منها لإطالة عمر البطارية، ولكن أجهزة الماك تفضل أن تمنحك الأداء المرتفع حتى لو أثر ذلك على عمر البطارية.
في هذا السياق يجب أن نذكر أن شاحن الويندوز في الأغلب يكون ضخم وثقيل للحصول على قدرة عالية 330 وات، وفي المقابل شاحن ماك بقدرة 96 وات أصغر حجمًا، كما يتميز بمنفذ لاقط للشاحن.
3. واجهة المستخدم والتصميم
الواجهة الرسومية في كلا النظامين تعتمد على فكرة فتح التطبيقات في نوافذ مع إمكانية التحكم في حجم النافذة، ولكن المختلف هنا أن نظام الويندوز له واجهة بسيطة وقد قام مؤخرًا في ويندوز 11 بتطوير تلك الواجهة وجعلها أكثر انسيابية.يختلف نظام ماك بوك من حيث الشكل والخصائص وكذلك طريقة عرض الألوان والتخصيص، وبالرغم من بساطة تلك الواجهة أيضًا إلا أن بعض المستخدمين الجدد قد يواجهون صعوبة في التعامل مع النظام للمرة الأولى على عكس نظام الويندوز الذي يمكن التعود عليه بسهولة أكبر.
هناك نقطة أيضًا يجب الانتباه إليها وهي customisation بمعنى أن أنظمة الويندوز مرنة ويمكنك تخصيص واجهتها والتعديل فيها بينما لا يمكنك القيام بذلك على الماك.
4. البرامج المتاحة للأنظمة
تقدم مايكروسوفت مجموعة كبيرة من التطبيقات والبرامج التي تغطي كل احتياجات المستخدمين، إلا أن ماك تقدم أغلب هذه البرامج ولكنها تتفوق عليها بوجود بعض التطبيقات الأكثر احترافية والتي طورتها آبل لتجعلها حصرية لنظام ماك فقط مثل Final Cut Pro لتعديل الفيديو أو Logic Pro لتعديل الصوت وما إلى ذلك، وهذه التطبيقات الاحترافية ربما تكون السبب الأهم لكون أجهزة ماك هي الاختيار الأول للكثير من المصممين المحترفين.5. الاستخدام مع الألعاب
يتفوق الويندوز بشكل قاطع على أنظمة ماك في الألعاب، وذلك لأن أغلب مطوري الألعاب يهتمون بدعم ألعابهم على أنظمة الويندوز لأنها من أكثر الأنظمة انتشارًا بين الجيمرز، في حين أن مالكي ماك بوك لا يهتمون بالألعاب بشكل كبير لذلك لا يدعم عدد كبير من الألعاب.ولكن في الآونة الأخيرة حاولت ماك تغيير هذا الواقع عن طريق جذب مصممي الألعاب لتطويع ألعابهم على أنظمة ماك مثل لعبة No Man's Sky.
6. الحماية والأمان
هنا أيضًا يتفوق نظام ماك على أنظمة ويندوز ويرجع السبب في ذلك إلى شهرة نظام الويندوز واستخدامه على نطاق واسع حيث يتم استهدافه من قبل مصممي البرمجيات الخبيثة، وهذا لا يعني أن نظام ماك آمن بنسبة 100% وإنما قد يتعرض أيضًا للفيروسات والبرامج الخبيثة مثل باقي الأنظمة.7. الأداء والجودة
نقطة الأداء تعتبر من أبرز الفروق بين ماك بوك وويندوز حيث يتفوق نظام ماك المصمم للعمل على أجهزة ماك فقط بشكل مثالي وقد تم اختبار جودة أدائه على الأجهزة التي يدعمها للتأكد من فعالية أدائه.ولكن كما ذكرنا سابقًا يعمل الويندوز على العديد من الأجهزة لذلك يتفاوت الأداء حسب نوع ومواصفات وعمر جهازك.
8. جودة التصنيع
هياكل أجهزة ماك الخارجية مصنوعة من معدن الألومنيوم بنسبة 100% لذلك فهي متينة ولا تحتوي على قطع البلاستيك، على عكس أجهزة الويندوز التي يظهر فيها استخدام البلاستيك بشكل أكبر.9. السعر
رخصة ويندوز 11 على الموقع الرسمي لمايكروسوفت لا تتجاوز 200 دولار ويمكن شراؤه من مواقع خارجية بأقل من ربع المبلغ، أما نظام ماك فلا يتاح أصلا للبيع بشكل منفصل وإنما يجب شراء واحد من أجهزة ماك المعروفة بأسعارها المرتفعة مقارنة بأسعار أجهزة PC الأخرى.كما أن اسعار أجهزة ماك بوك من شركة آبل معروف أنها باهظة الثمن ولا يتناسب مع الجميع شراؤها، فيما يعتبر نوع الويندوز متاح أن يشتريه معظم الأشخاص.
في النهاية ماذا نرشح لك؟
أرشح لك شراء جهاز ويندوز إذا كنت تهتم بالألعاب أكثر وتريد تجربة استخدام بها حرية أكبر في تنزيل واستخدام مختلف البرامج والألعاب، ولكني أرشح لك بشدة شراء جهازك ماك بوك إذا كنت تريده استخدامه في العمل والأعمال الإبداعية مثل التصميم أو الموشن جرافيك وغيرها، لما يوفره من مزايا رائعة لا مثيل لها.
فإذا كانت لديك ميزانية محدودة وتريد أن تفاضل بين أجهزة ماك وويندوز، ربما تجد الخيارات في ماك أقل ومن أجيال أقدم في حين أن أجهزة الويندوز لديها خيارات أوسع وأحدث.
إرسال تعليق